تاج الدين الحسيني: موقف المغرب بخصوص القضية الفلسطينية لم يتحرك قيد أنملة

تاج الدين الحسيني: موقف المغرب بخصوص القضية الفلسطينية لم يتحرك قيد أنملة

A- A+
  • كشف أستاذ القانون الدولي تاج الدين الحسيني في تصريح له لــ” شوف تيفي”، “أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء جاء ليكرس أمرا واقعيا على مستوى مجلس الأمن للأمم المتحدة بشكل عام، فلا ينبغي أن ننسى أن ملف الصحراء عرف جمودا لمدة طويلة لدى الأمم المتحدة، إلى غاية 2007 عندما تقدم المغرب بمشروعه الخاص والمتعلق بالحكم الذاتي، وهو المشروع الذي وصفه أعضاء المجلس الدائم بالمشروع المطبوع بثلاثة عناصر أساسية، العنصر الأول يتعلق بالجدية باعتباره مشروعا مفتوحا يناقش من طرف كل الأطراف المعنية في مائدة مستديرة مع إدخال التحسينات التي يرى على أنها مناسبة قبل تطبيقه، العنصر الثاني كونه جاء مطبوعا بالمصداقية وهو الآخر يرتبط بالجدية، أما العنصر الثالث فهو مطبوع بالواقعية لأنه يأخذ بعين الاعتبار الواقع الحالي للنزاع، وكون المغرب يمارس صلاحياته التشريعية والقضائية في الأقاليم الصحراوية، باعتبار ساكنة الصحراء منذ 1975 شاركوا في الانتخابات الجماعية والبرلمانية، ونسبة التصويت بهذه المناطق كانت مرتفعة مقارنة مع المناطق الداخلية، كل هذا جعل ترامب يعترف بمغربية الصحراء، أضف إلى كل هذا، أن الدعم الأمريكي بهذا الخصوص سيقطع الطريق على محاولة التشويه التي تقوم بها البوليساريو ومن ورائها الجزائر والتي من خلالها تحاول استفزاز المغرب وجره إلى خوض حرب بالمنطقة”.

    و أضاف المحلل السياسي: ” إن موقف المغرب من القضية الفلسطينية سياسي واقتصادي واجتماعي، لأن تمويل بيت مال القدس وعدة مؤسسات مقدسية أخرى والحفاظ على الهوية سيظل قائما، وأن الملك حاول في مكالمته للرئيس الفلسطيني أن يؤكد له أن موقف المغرب بخصوص القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين لم يتحرك قيد أنملة على ما هو عليه اليوم، وكان هذا واضحا من خلال المطالبة بدولة فلسطينية مستقلة، كما أن المغرب يلح على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وهذه العناصر جاءت واضحة في الخطاب الملكي ومهاتفته للرئيس الفلسطيني”. مردفا: ” إن موقف المغرب سيظل مطبوعا بشروط، وهذه الأخيرة ليست جديدة في الموقف المغربي، والكل يتذكر توقيع اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائليين، وبعدما دخلوا في التعامل المباشر من أجل تسوية الأوضاع، بادر المغرب إلى فتح مكتب للاتصال الإسرائيلي، وهو بمثابة درجة ثانية بعد السفارة في العلاقات الدبلوماسية، ظل هذا المكتب يمارس نشاطاته لمدة خمس سنوات، لكن مجرد ما تخلت إسرائيل عن التزاماتها من اتفاقية أوسلو، قام المغرب على الفور بإغلاق ذلك المكتب. لكن المغرب يدخل اليوم تجربة جديدة مع التطورات التي يعرفها المجتمع الدولي، والتجربة التي يدخلها المغرب مرهونة بشروط، وأكبر دليل هو أن « كوشنير» حين أدلى بتصريحه، اكتفى بالقول بفتح مكتب للاتصال بالمغرب، وهذا المكتب بطبيعة الحال إما أن يتطور ويصبح سفارة في المستقبل إذا ما تم تصحيح المسار الخاص بالتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، أو يعود المغرب أدراجه كما فعل في 2002، ويلغي ذلك المكتب. وبالتالي المغرب لن يربط علاقة جدلية بين التطبيع ومغربية الصحراء، لأن مغربية الصحراء تفرض نفسها بقوة القانون، وبقوة التاريخ، وبمنطلق ما وصل إليه مجلس الأمن. فالمغرب إن دخل في التطبيع، فلن يكون ذلك إلا من أجل التحالف مع أمريكا، كما أن بايدن يعطي الأولوية للدول التي لها علاقات مع إسرائيل، وفي حسابات سياسية وإستراتيجية”.

  • وعن موقف بايدن من مرسوم ترامب حول اعترافه بقضية الصحراء، أوضح تاج الدين الحسيني، أن السياسة الأمريكية مليئة بالمفاجآت والتحولات، وفي هذه القضية هناك عدة نقط يمكن أن تحدد هذا المسار، أولا هناك مقعدان بمجلس الشيوخ لم تحسم نتيجتهما بعد، ولم يحسم لمن ستكون له الأغلبية داخل مجلس الشيوخ، وهذا عنصر أساسي للنظر للمستقبل، ولكن حين نبحث في شخصية بايدن ووزير خارجيته للبحث عن آفاق العلاقات الأمريكية المغربية، نجد بايدن سبق وأن زار المغرب وألقى خطابا معروفا، أشار فيه إلى أن المغرب هو أول بلد اعترف بالولايات المتحدة منذ 1777 من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله، والغريب أن نفس هذا الإقرار جاء على لسان ترامب في إعلانه مغربية الصحراء، وكأنه يقول «اعترفتم باستقلالية أمريكا ها نحن اليوم نعترف لكم باستكمال وحدتكم الترابية في 2020». وأظن أنه في نهاية المطاف قيام الولايات المتحدة الأمريكية بهذه المبادرة ومسألة الاستمرار أو عدم الاستمرار سيعطي نفسا جديدا للمغرب وقوة جديدة للمغرب.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أوزين: لاصراع مع الاتحاديين فقط طموح مشروع لرئاسة لجنة العدل والتشريع