تذكيرا للأحداث التي عاشها المغرب خلال المسيرة الخضراء قبل نحو43 سنة، سافر موظفون حكوميون لعقد صفقات لشراء خيام متنقلة، وقاموا بالتفتيش عن حاويات لتخزين الماء في صحراء طرفاية، وعقدوا صفقات مع شركات في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية متخصصة في صناعة صهاريج مطاطية تتمدد فوق الأرض كلما ملئت، وفي شهر شتنبر 1974، تم نقلها إلى مناطق خلاء في طرفاية وملؤوها بالماء الذي تنقله شاحنات صهريجية من مناطق بعيدة.

وكلما امتلأت الصهاريج وضعوا فوقها الرمال إلى أن تختفي عن الأنظار، هكذا وفروا مخزونا من الماء بمعدل 7 لترات للفرد الواحد كافية لـ 350 ألف مشاركة ومشارك كافية لمدة أسبوع، أي ما يقارب 18 مليون لتر من الماء كانت جاهزة للمسيرة الخضراء.

وتأتي ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعتها عبقرية الملك الموحد جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، لتنتصب في الذاكرة التاريخية الوطنية كحدث يؤكد للأجيال الجديدة والمتعاقبة ضرورة التأمل والتدبر في معانيها ودلالاتها العميقة، واستلهام قيمها وعبرها وعظاتها في تقوية وتدعيم الروح الوطنية وشمائل المواطنة الحقة، وذلك في أفق مواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل في تشييد مغرب قوي متماسك، ديمقراطي وحداثي.

المصدر: شوف تي في