شقير: بقدر ما عادت الثقة بين الدولة والمجتمع بقدر ما اتسعت مع الأحزاب السياسية

شقير: بقدر ما عادت الثقة بين الدولة والمجتمع بقدر ما اتسعت مع الأحزاب السياسية

A- A+
  • قال محمد شقير المحلل السياسي والباحث في العلوم السياسية أن نسبة مشاركة المواطنين في الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021، لن تتجاوز في أقصى تقدير 37 في المائة، بالنظر إلى الأداء السياسي الخافت للأحزاب المؤثثة للمشهد السياسي التي توارت إلى الخلف في لحظة كورونا، ولم تقم بأداء أدوارها المنوطة بها في تأطير وتعبئة المواطنين.

    وأوضح شقير في تصريح هاتفي لـ”شوف تيفي” اليوم الأحد، أن الأحزاب السياسية كانت خافتة في مرحلة ما قبل كورونا، وفي مرحلة الوباء تكرست هذه الوضعية بالنسبة للناخبين وللرأي العام، في حين برزت مؤسسات الدولة المتمثلة في وزارة الداخلية التي أبانت عن تدخل قوي لمواجهة الجائحة”، مضيفا أن الأحزاب السياسية لم تستغل هذه الظرفية، لكي تبين بأن لها وظيفة وقدرة الاشتغال على مساعدة الدولة في التعبئة وفي الإتيان باقتراح البدائل وهذ ما سينفر الناخب من المشاركة السياسية او التصويت الانتخابي”.

  • وأبرز المحلل السياسي، أنه خلال الجائحة كانت هناك ممارسات لا تتميز بالنضج السياسي، حيث برزت انتقادات متبادلة وتسريبات وغياب الديمقراطية الداخلية وغيرها من الممارسات التي نفرت الناخبين من السياسة ولم تبين أنها في حجم اللحظة السياسية لمواجهة وباء كورونا”.

    وزاد أنه “بقدر ما عاد منسوب الثقة بين السلطة ومكونات المجتمع التي عرفتها لحظة كورونا، بالقدر الذي نفر الناخب من الأحزاب السياسية، لأنها كانت منسحبة من المشهد، وأصبحت مكونات الرأي العام لا تهتم بما تقوم به الاحزاب، بمعنى أن الثقة التي عادت بين السلطة والمجتمع، زادت من توسيع الهوة بين المواطن والفاعل السياسي، وهو ما سيؤدي إلى عزوف سياسي وعدم مشاركة الناخبين وتكرار تجربة سنة 2007 التي لم تتجاوز 37 في المائة، إذا لم تقم الاحزاب بمجهودات مضاعفة لتحسين صورتها خلال الفترة المتبقية لها قبل استحقاقات 2021”.

    وردا على سؤال حول التزام وزارة الداخلية باتخاذ الحياد وضمان النزاهة والشفافية خلال العملية الانتخابية وتذمر الاحزاب من تغييبها إعلاميا عن المشهد، قال شقير: “إن الأحزاب السياسية تتحجج لتبعد المسؤولية عنها، لأنها تعرف أن دورها ضئيل، وتقدم مبررات لا تعفي من كونها غائبة ومغيبة لنفسها، وما الذي يمنعها من التحرك خلال فترة الجائحة وأن تعمل على تعبئة المواطنين وتوعيتهم؟ ومع ذلك شاهدنا أن الأحزاب انكفأت عن نفسها وغابت عن الساحة وكانت من المتفرجين فقط، مشيرا إلى أن العمل السياسي يقوم على الصراع والنضال، وأن الاحزاب كانت في سنوات الرصاص بالرغم من تعرضها للتضييق والقمع كانت تتحرك وتقاوم وتقوم بأداء أدوارها، في حين اليوم الوضع أكثر أريحية من الماضي وهامش الحرية متسع بشكل أكبر، لكن المشكل يتمثل في ذاتية الفاعل السياسي وهو ما نلاحظه من انشقاقات وتسريبات وانتقادات فيما بينهم وممارسات غير ناضجة من الناحية السياسية”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث