وطننا بخير يا أهلنا:لا سلطة اليوم إلا للغة الأرقام.. هذا هو المغرب الذي يكرهونه

وطننا بخير يا أهلنا:لا سلطة اليوم إلا للغة الأرقام.. هذا هو المغرب الذي يكرهونه

A- A+
  • أبو وائل الريفي

    بعدما يقرب من ستين يوما على إعلان أول حالة كورونا في المغرب تبدلت أشياء كثيرة من حولنا. ووحدهم بعض أهلنا من الذين باعوا أنفسهم للذين معهم الأورو، لم يصدقوا أن المغرب صامد في وجه الفيروس واتخذ قرارات عجزت عن أخد عشرها كبار الأمم، من كثرة حقدهم على “بلدهم” يتحركون في كل الاتجاهات ويتحدثون عمن يشفي غليلهم ويقول لهم “المغرب لا ينتج خمسة ملايين كمامة في اليوم”، و “السلطات في المغرب تتكتم على عدد المصابين وهناك أكثر من 100ألف مصاب”، لقد اتخذوا من غير المغرب وطنا ولكنهم لايعرفون أن المخزن يعرف باليقين أنهم ليسوا منا ومنذ زمان، منذ اليوم الذي قرروا فيه أن يبيعوا لقاء كمية قليلة، ياليتها كانت كثيرة، من الأوروات، كلاما كاذبا عن المغرب واليوم يروجون كذبا أن السلطة تتكتم على عدد المصابين ونحن اليوم ندعوهم للغة الأرقام التي ستخرسهم كما أخرست أرقام بلدان ولاءاتهم الجميع، اليوم لا سلطة فوق سلطة الحقيقة: إنها الأرقام يا باعة الأوهام.

  • نعى المغرب 161 فقيدا يحتسبهم شهداء عند ربهم، دفنوا في مدافن المغرب وأقيمت لهم جنائز حسب شريعة الله للمسلمين واليهود وحتى الذين لم يحضر أهلهم جنائزهم دفنهم خدام المخزن إكراما لهم وصلوا عليهم صلاة الجنازة ولم يأخذوهم إلى المحرقة لحرق جثتهم كما حدث في أكثر من بلد، هذا هو المخزن هذه هي أخلاق إمارة المؤمنين.

    عدد القتلى اليوم هو المعيار الأوحد حول تفشي الوباء، فهل يجرأ واحد من “كتبة الكذب” أن يقول اليوم أن عدد القتلى تجاوز هذا الرقم، سجلات مقابر المسلمين واليهود مفتوحة لهم ولكل أصحاب الخدمات المدفوعة الأجر الذين تركهم المخزن يهيمون في شوارع المملكة بحثا عن السراب، عمن يسلي خيالهم المريض.

    تقول الأرقام أن عدد الموتى في أمريكا 55415 قتيلا و في ايطاليا 26644 قتيلا و في اسبانيا 23190 قتيلا وفي فرنسا 22856 قتيلا وفي تركيا 2805 قتيلا، فأي الأرقام الآن سوف يصدقون هل أرقام منظمة الصحة العالمية أم أرقام خمارات الليل التي اقفلها المخزن و تركهم يتسكعون في المتاجر الكبرى يبحثون عمن يزودهم من ذوي الديانات الأخرى بالتي تُذهب عقولهم و نحن نطمئنهم بأن الحقيقة ساطعة اليوم ولن يجدوا غيرها بعدما يعودوا إلى وعيهم.

    تمنيت أن يغيرهم زمن كورونا و يعودوا إلينا، يعودوا إلى أهلهم، فهم اليوم صامدون، في وطن يعزهم جميعا لا يميز بين حملة هذه الايديولوجيا أو تلك، بل يتعامل معهم كمرضى لا فرق بين كبير الجاه و صغيره، لهم نفس التعامل نفس الطاقم الاستشفائي نفس الفنادق خمسة نجوم في فترة النقاهة، نفس سيارات الإسعاف، نفس بروتوكول التطبيب الذي وضعته لجنة علمية مغربية صرفة اختارت أن تعطي وصفة طبية ناجعة، و لم تقتف أثار اللجان العلمية في الدول الأخرى، اختارت أن تعطي الكورتيكويد للمرضى ضمن “باك علاجي” لم تجربه دول أخرى، منعت الكورتيكويد عن مرضاها.

    هذه هي الاستقلالية في التطبيب و العلاج، و لنا اليوم أن نفتخر بأطبائنا و خبراءنا في علم الفيروسات و الأوبئة الذين اختاروا وصفة لتطبيب مرضانا بعيدا عن أستاذية الآخر المتعجرف الذي تصور أنه يحتكر العلم لنفسه، إضافة إلى الاستقلالية في إنتاج أجهزة التنفس في عز الأزمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي و فتح الباب للتصدير.

    و تحية للرأسمال الوطني الذي توجه إلى إنتاج الكمامات لتحقيق الاكتفاء الذاتي و تعزيز الإنتاج الحربي و مصانع الدرك الملكي التي وفرت احتياطيا استراتيجيا بمواصفات عالمية وزعته مجانا على المستشفيات العمومية و الأطقم الطيبة و شبه الطبية المكلفة بمحاربة كورونا، وحققت الاكتفاء الذاتي للقوات العمومية و السلطات الإدارية على الأرض، إنها إستراتيجية محمد السادس، إستراتيجية الفعل و الإنجاز بعيدا عن “اللغو” الذي يسكن بعض “مرضانا” الذين لا يبحثون إلا عن أي إشاعة للتشكيك في إرادة دولة وإرضاء “الأنفس المريضة” بكره المغرب وعشق الآخر الذي هزمته كورونا اليوم ودمرت اقتصاده.

    الآخر اليوم يستجدي المغرب لإطعام شعبه وعندما تسمح الظروف يمكن للمغرب أن يعلن الأرقام ويكشف للشعوب كيف غطى المغرب عجزها في مادة السكر في أكثر من بلد من دول الجوار وكيف سارعت “كوزيمار” إلى سد الخصاص وكيف سارع المغرب إلى إمداد دول عريقة في عز الأزمة بما تطعم به شعوبها بالخضراوات والفواكه وغيرها من المواد الضرورية، إنها عراقة شعب اختار أن يتضامن ويصدر فائضه لإطعام شعوب ودول ارتبطنا بها قبل كورونا فكيف لا نهب لنجدتها في عز شلل اقتصادها الفلاحي بفعل صعوبات كورونا، هذا هو المغرب، هذه المعطيات لا يعرفها صبي الأرقام الاقتصادية الذي يبحث عما يغذي به الحملة المشككة في سلامة إستراتيجية المغرب.

    هناك رقم آخر نطرحه على أنظار الأصوات التي تعيش بيننا “عقده الانتماء للجغرافيا”، إنها حصيلة الوفيات في صفوف المسنين المقيمين في دور الرعاية في فرنسا الذي وصل إلى 8796 مسن ومسنة وبالمقابل هل توفي مسن واحد، أو مسنة واحدة في دور الرعاية بالمغرب؟ من نجحت إستراتيجيته هل المغرب الذي اختار أن يحمي مسنيه ووفر لهم الغداء والتطبيب بدون تطبيل أم غيره من الأمم؟

    وهناك سؤال آخر كم توفي بكورونا خارج المستشفيات من الذين لم يجدوا سريرا للإستشفاء وماتوا في بيوتهم ولم يستفيدوا من الحق في الاستشفاء العمومي، إنهم ثلث وفيات فرنسا يا سادة، هذا هو المغرب، وإلى حد الآن ليس هناك مريض واحد لم يجد سريرا رغم كل الكلام البذيء حول مستشفياتنا.

    الحمد لله وضع الرأسمال الوطني كل الفنادق خمسة نجوم التي تم تحويلها إلى فنادق تطبيبية تشرف عليها أطقم طبية و شبه طبية تواكب المرضى ليل نهار، إنها عبقرية المغرب، مغرب محمد السادس ….

    إنه سر رباني، إنه مغرب أولياء الله الصالحين حيث يرفع الآذان في أكثر من 350 ألف مسجد و زاوية وقاعة صلاة و حيث يرتل القرآن ليل نهار في دار المخزن قلعة الإيمان و حيث يعيش حملة القرآن مكرمين معززين يذكرون الله آناء الليل و النهار.

    هذا هو المغرب الذي تكرهون….

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي