التضامن مع بناجح في الميزان : خفايا تضامن محمد منار صديق العمر و النضال

التضامن مع بناجح في الميزان : خفايا تضامن محمد منار صديق العمر و النضال

A- A+
  • عدم تضامن محمد منار على الملأ مع حسن بناجح كان سيكون مثيرا للتساؤل و الاستغراب باعتباره صديق عمره و عاشا جنبا إلى جنب مرحلة النضال الجامعي و الإعلامي و يشتركان في عضوية الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل و الإحسان، و لهذا كان تضامن/الصواب تضامن “لايت” لأن منار على إضطلاع على جزء من الحقيقة و إن كان لا يعرفها كلها كما يعرفها الشريك عبد الصمد فتحي، لكن الثلاثة عاشوا مرحلة فرز مؤلمة على المستوى الشخصي لمحمد منار، كانوا من صناع تجربة “رسالة الفتوة” كان عبد الصمد هو رئيس التحرير و الباقي في هيئة التحرير.. عندما وصلت تجربة “رسالة الفتوة” إلى محطتها الأخيرة قررت الجماعة أن تُنهي التجربة و تصرف الجميع، لكن الجماعة خصصت منصبين ماليين فقط لكبار صانعي التجربة واحد لرئيس التحرير (عبد الصمد فتحي) و الثاني كانت المنافسة حوله بين حسن بناجح و محمد منار من أعضاء هيئة التحرير.

    من الناحية الموضوعية و بكل المقاييس محمد منار كان هو الأوفر حظا باعتبار أنه الأكثر إنتاجا على المستوى المهني، الأغزر كتابة، الأكثر مردودية “كان حمَار السَّانيَة” في التجربة و بحكم طبيعته “مَكَانش نوَاعرِي” مُسالِم، لكن الجماعة اختارت مدلل الجماعة و صبي “بَاسْدَرَان الجماعة” أو “بِيرِيا التنظيم” (رئيس المخابرات في عهد ستالين) حسن بناجح الذي كان عضو هيئة التحرير الذي يتطوع للتوزيع النضالي للنشرة.

  • سقط القرار كالصدمة على محمد منار من قيادة التنظيم و لا راد لقضائها اليوم، رب العمل اتخد القرار و نفذه بسرعة قياسية “آنتوما سيرو لخيمتكم” و آنتا لبس كبوطك و طلع للرباط…

    لأسباب ربما مادية لم يستفد المطرودون من العمل من أي تعويض أو مهلة لتدبر أمرهم.. كان الدكتور محمد منار متزوجا و بين عشية و ضحاها انقطع مورد رزقه و أصبح عالة على نفسه و على أسرته الصغيرة، لقد سرق نفوذ بناجح قوت يومه و بدأ بناجح مرحلة معاشرة الكبار و أصحاب القرار في الجماعة.

    لم يجد منار بديلا غير صهره المهاجر في الخارج و المالك لمحل في قيسارية سيدي مومن لقديم..احترف بيع الأواني البلاستيكية لنسوة أهالي “لگرون” في سيدي مومن، صاحب القلم الغزير تحول الى بائع بلاستيك، “الميكة” كان منظرا مؤلما لي، كأني بأبي الحسن البصري يبيع “المُخَلَّلَات” في سوق “الكَرْخْ” ببغداد القديمة، إنه غدر الزمن.

    الجماعة كانت تعرف محمد منار والمخزن لا يعرف إلا محمد باسك كما هو مثبت في أوراقه الثبوتية..له ما للمغاربة وعليه ما عليهم و أتى فرج الله ونجح محمد باسك، الحامل للقب “منار” عند الجماعة ( ويقول بعض المجتهدين أن الراحل عبد السلام ياسين هو الذي سماه منار عوض كنيته الحقيقية باسك كما سبق له أن سمى زلَّالْ الجماعة رشيد الموتشو، برشيد “غلام” ) في مباراة لوزاره الصحة و أصبح الدكتور محمد باسك من أُطر وزارة الصحة وبعدها و نظرًا لكفاءته نجح و أصبح أستاذًا جامعيًا في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش.

    إذا كان منار أجبرته الجماعة على بيع الأواني البلاستيكية لنسوة سيدي مومن من أجل عيون حسن المدلل فإن المخزن و “نضامه القمعي الاقصائي المستبد” فتح للدكتور محمد باسك المجال ليصبح أستاذا في أرقى الجامعات المغربية، هذا هو المخزن الذي تعتبرون أنفسكم بديلا له و من يومها يحمل محمد منار، الملقب بباسك، حبا بدون حدود لولد محمد بن الجيلالي عبرت عنه تدوينة يتيمة “لايت” على الفايس.

    هذا البوح فرضه زمن كورونا كان من المفروض أن يبقى حبيس صدر المخزن، لكن سياق الحجر الصحي اقتضى البوح حتى يرى الشعب حقيقة كل الاصوات الكرطونية التي استأسدت في زمن تعقل المخزن، في أفق بداية صفحة جديدة يعرف فيها كل واحد حدوده و الإحتكام إلى قواعد الإشتباك المتعارف عليها ديمقراطيا.

    فتعقل المخزن ليس جبنا لكنه سمو من يمارس السلطة و هو نقيض لتهور من يمارس اللغو ويظن نفسه سيد الموقف وينسى أن ورقة التوت قد تُسقطها رياح غضبة واحدة “للمخزن لكْبِير” و “تْرَيَّبْ الحَفلَة” على جميع أهل اللغو بين عشية و ضحاها.

    لن أقول إنتهى الكلام بل إلى موعد قادم مع بوح جديد.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المتفرج الأمريكي يكتشف تاريخ المغرب الحديث من خلال فيلم “خمسة وخمسين”