نايضة بين الشيخ الكتاني وأبو حفص بسبب اعتماد حروف التيفيناغ في الأوراق النقدية

نايضة بين الشيخ الكتاني وأبو حفص بسبب اعتماد حروف التيفيناغ في الأوراق النقدية

A- A+
  • دخل كل من الشيخ الحسن الكتاني ومحمد رفيقي الملقب بـ “أبو حفص” في حرب كلامية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وذلك بعدما نشر الكتاني تدوينة على حسابه، عبر من خلالها عن تخوفه من وضع حروف “التفيناغ” على الأوراق النقدية وتهميش اللغة العربية.

    وكتب الكتاني في تدوينته:”في غفلة من الجميع وفجأة سنجد الحروف التيفيناغ على أوراقنا النقدية.. مزيدا من التهميش والتضييق على لغة الإسلام والمسلمين”، مضيفا في تدوينة ثانية: “كثير من المعلقين يلزمونني بمواقف معينة ويحاسبونني على ترك أخرى كلما لم يرق لهم ما أكتبه. ومن ذلك ما كتبه كثير من الناس عن صمتي المزعوم من كتابة الفرنسية على النقود. وهذا كلام عجيب لأنني تحدثت كثيرا عن تغول الفرنسية ضد العربية وحذرت من جعلها لغة التعليم. ولكن المنتقدين يتمسكون بخيوط العنكبوت لمجرد النقد دون تمحيص ولا رجوع لكتاباتي”.

  • وأعلن الكتاني تعرضه لهجوم من مناصري الأمازيغية، في تدوينة ثالثة، كتب فيها: “في صفحتي الرسمية هجوم عنيف من الذباب الإلكتروني الذي يدعي مناصرة الحركة الأمازيغية وفيه من السب والشتم والقذف والفحش بل والكفر ما يكون عارا على البشرية. هل تظنون أنكم بهذا تناصرون فكرتكم وتظهرون أمام الناس بمظهر حضاري؟!!! عيب وعار أن ينتمي هؤلاء لمغربنا الحبيب بل مكانهم المناسب هو الوحوش الحضارية بل الهمج الرعاع. قبحهم الله”.

    وبعدما كشف الكتاني عن رأيه من خلال هذه التدوينات، اختار أبو حفص الدخول على الخط والرد بطريقته، حيث نشر هو الآخر تدوينة طويلة أرفقها بصورة لتدوينة الكتاني الأولى، وذلك حتى يعبر عن رفضه المطلق لمضمونها، واصفا إياها بـ”الفكرة البليدة والسخيفة، والعنصرية القائمة على قومية وعصبية مقيتة”.

    وكتب أبو حفص: “فكرة تفضيل العرب أو العربية على سائر الأجناس واللغات برأيي فكرة بليدة، فضلا على أنها فكرة عنصرية قائمة على قومية وعصبية مقيتة..هي سخيفة لأنها قائمة على أنها لغة القرآن، مع أن القرآن لو نزل على الصينيين لكان بلغة أهل الصين، فهل ستكون الصينية حينئذ هي لغة أهل الجنة وفضلها الله على سائر اللغات ووووو….القرآن كان عربيا لأنه نزل في بيئة عربية، كما كانت الكتب الأخرى بألسن قومها، “وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه”، فلا فضل لأي لغة على أخرى..”، مضيفا: “ثانيا: الربط بين دين ما ولغة ما، يصح عند الأديان العرقية والقومية، التي لا تقبل بينها من ليس من عرقها، أما وأنت ترى أن الإسلام دين للعالمين، وأنه للعرب والعجم، وأنه لا فرق بين الأجناس والأعراق، ثم تدعي أن العربية لغة الإسلام والمسلمين، وأنها لغة الجنة، و… فذلك تناقض ما بعده تناقض.. وثالثا هذه الفكرة طبعا ليست جديدة، بل هي مبثوثة في عدد من كتب التراث، نجد مثلا ابن تيمية في كتابه المشهور (اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم) يتحدث عن كون العربية شعار الإسلام والمسلمين، وعن كراهية الرطانة، وهي خلط العربية بغيرها، بل اعتبر ذلك من النفاق، كما ألف عدد من الفقهاء كتبا في فضل العرب،(محجة القرب إلى محبة العرب)، لعبدالرحيم بن الحسين العراقي، وكتاب (مسبوك الذهب في فضل العرب)؛ لمرعي بن يوسف الكرمي، وكتاب (مبلغ الأرب في فخر العرب) لأبي العباس الهيثمي، وكل هذه الكتب مشحونة بالعنصرية المغلفة بالدين..”.

    وأضاف أبو حفص: “رابعا: ما جاء في الكتب السابقة الذكر، كان دفاعا عن العرب بعد اختلاطهم بباقي الأجناس، بل وتفوق الأجناس الأخرى على العرب حتى في الفقه والحديث والعلوم الدينية، بل حتى في لغة العرب نفسها، فكانت ردة الفعل هذه نابعة من خوف على العرق العربي واللسان العربي من الانحسار، ما أنتج هذا الفقه العنصري، والواقع أن متبني هذا الفكر اليوم يصدرون مثل هذا الخطاب لنفس الأسباب، بل الأمر أصبح أكثر سوءا مع حالة التخلف، ومع تأثيرات العولمة، إلا أن الفارق بيننا اليوم وبين ما سبق، أن منظومة القيم قد تطورت بما لا يسمح بتاتا بأي خطاب عنصري متعصب، ولا بد من الوعي بأننا نعيش بدولة حديثة تقتضي أفكارا حديثة، وليس أفكارا عنصرية أكل عليها الدهر وشرب..، وخامسا: هذا في ما يتعلق باللغات والأعراق جميعا، فكيف والمعني بهذا الخطاب لغة رسمية تضمنها دستور الدولة، وسبقت العربية للوجود بهذه المنطقة، وهي جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا وثقافتنا..”.

    وختم أبو حفص تدوينته بالقول: “سادسا: ليس من العيب أن يعتز الإنسان بلغته عربية كانت أو أمازيغية أو أي لغة أخرى، ولكن الخطير هو أدلجة اللغة، واحتقار لغات الآخرين كيفما كانت هذه اللغة، فكيف وهي جزء واسع جدا من هويتنا المشتركة؟..لا للعنصرية”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث