توديع مؤثر لـ “عبد الإله التهاني” مدير المكتبة الوطنية بالنيابة

توديع مؤثر لـ “عبد الإله التهاني” مدير المكتبة الوطنية بالنيابة

A- A+
  • قام مسؤولو وأطر المكتبة الوطنية، يومه الأحد، بمبادرة رائعة، تتمثل في إقامة حفل لتوديع الأستاذ عبد الإله التهاني المدير بالنيابة، وذلك اعترافا بما أسداه طيلة فترة توليه لمنصبه المذكور والتي دامت سنة وبضعة أشهر، وأيضا عرفانا له بالمجهود القيم والكبير الذي قدمه بتفانٍ ونكران للذات.

    ففي الوقت الذي كان من المنتظر تنظيم الحفل الرسمي، لتنصيب المدير الجديد للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية وتسليم المهام، صباح يوم غد الإثنين ، بمقر المؤسسة بالرباط، إثر تعيين محمد الفران في المجلس الحكومي الأخير، مديرا جديدا لهذه المعلمة الثقافية، اختار مسؤولو وأطر المكتبة الوطنية إقامة هذا الحفل للتأكيد على المكانة الكبيرة التي يحتلها عبد الإله التهاني في قلوبهم، حيث استطاع خلال فترة توليه لمنصب المدير بالنيابة، تقديم العديد من الأمور التي ساهمت في تطوير المكتبة.

  • وخيمت على اللقاء التوديعي أجواء جد مؤثرة، نظرا للمكانة الكبيرة لـ “التهاني” لدى جميع الموظفين، نتيجة مساهمته في تحقيق إنجازات وأعمال، غيرت من طبيعة الأجواء داخل المكتبة الوطنية، سواء بالنسبة لموظفي المؤسسة، أو لعموم المستفيدين من خدماتها .

    وظهرت خلال هذا الحفل علامات التأثر والامتنان واضحة على جميع المسؤولين العاملين بالمكتبة، وخاصة خلال إلقاء الكلمة التي تناوب عليها كل من رئيس جمعية الأعمال الاجتماعية بالمؤسسة، ورئيس النقابة الوطنية لموظفي المكتبة الوطنية، وعدد من رؤساء الأقسام والمصالح بالمؤسسة، للتعبير عن تقديرهم لما قدمه المدير بالنيابة المغادر، وما أسهم به من جهود لصالح المؤسسة وموظفيها، منوهين بحصيلة العمل التي أنجزها بتفان وإخلاص للمسؤولية، والحكمة التي دبر بها شؤون المكتبة الوطنية، في ظرفية انتقالية صعبة، حيث حافظ على القيام يوميا بمسؤولياته، كمدير للاتصال والعلاقات العامة بوزارة الاتصال.

    واستعرض المتدخلون بالتفصيل ما أسهم به الأستاذ عبد الإله التهاني، من جهود متواصلة، لتسوية ملفات ظلت عالقة، في إطار ما أقدم عليه من مبادرات عملية، من أجل تصحيح الأوضاع ومعالجة الاختلالات، وإنصاف كل ذي حق، وتحسين الخدمات الموجهة للعموم والزوار، والرفع من وتيرة العمل والمردودية داخل مرافق المؤسسة، وتمكين الموظفين من تحفيزات استثنائية، مبرزين ما تمتع به من خصال الإنصات والتفاعل والتواضع، وحرصه على الدقة في العمل، واستعداده الدائم للتوجيه ونقل خبرته وتجربته في إيجاد الحلول، لكل الملفات التي كانت تطرح تعقيدات خاصة أو إشكالات صعبة.

    وكشف منصف بركاش رئيس النقابة الوطنية لموظفي المكتبة الوطنية، التابعة للاتحاد المغربي للشغل في كلمته خلال الحفل، عن أخلاق الأستاذ عبد الاله التهاني، سواء على مستوى الأداء الإداري أو السلوك الإنساني، قائلا : “إنه يشهد الله أن هذا الرجل قد عمل بإخلاص وأمانة، وقدم للمؤسسة ولموظفيها في فترة قصيرة، ما عجز عنه غيره”، واصفا عبد الإله التهاني بأنه “رجل شهم وخلوق ، متواضع ومنفتح على الجميع، صارم وحازم مع المخطئين، مسؤول مقتدر وقف على مكامن الخلل في المؤسسة، وأدرك احتياجاتها الحقيقية، فلم يبخل بالحلول الممكنة، لوعيه بقيمة المؤسسة وما تختزنه من رصيد، يمثل الهوية والحضارة والذاكرة التاريخية المغربية، واضعا مشاكل الموظفين في مقدمة انشغالاته، مرجعا الحقوق إلى أصحابها، وكل ذلك بنكران للذات وعفة نفس، منقطعة النظير .

    ونوه منصف بركاش بالإنجاز التاريخي الذي تحقق بمبادرة من الأستاذ عبد الإله التهاني وهو مدير بالنيابة، والمتمثل في مصادقة المجلس الإداري للمؤسسة المنعقد قبل أسبوع ، على مشروع النظام الأساسي الجديد لموظفي المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، الذي أعده الأستاذ التهاني، بتعاون وتوافق مع مختلف الفرقاء داخل المؤسسة، مما أحدث فرحة عارمة لدى عموم الموظفين، بعد قرار المصادقة على اعتماده من أعلى هيئة تقريرية في المؤسسة.

    وبدوره أشاد محمد الأكحل رئيس جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي المكتبة الوطنية، بحرص الأستاذ عبد الإله التهاني على الجوانب الاجتماعية في حياة الموظفين، حيث بمجرد توليه المسؤولية، رفع من قيمة الدعم المخصص للجمعية، وساعدها كثيرا على تنفيذ برامجها، وعلى إبرام شراكات مفيدة ومنتجة.

    ومن جهته ، ألقى طه ياسين غراب، العضو في المكتب النقابي والمكتب التنفيذي لجمعية الأعمال الاجتماعية للمؤسسة، كلمة مؤثرة رصد فيها المواصفات المهنية والإنسانية للمدير بالنيابة المغادر، قال فيها:

    “نجتمع اليوم لنعبر عن قسط من عرفاننا وعظيم شكرنا لرجل هذه المرحلة ومدبرها بامتياز، رجل قاوم، فكان رجلا عادلا وشهما في مقاومته. رجل هادن، فكان سيدا قويا في هدنته. عملنا معه فتعلمنا منه الشيء الكثير، وعلمنا أي حس إنساني لديه، ولمسنا حرصه على المؤسسة واهتمامه بكافة العاملين بها، ورأينا رأي العين، عنايته بالصغير بإنصافه وتقديمه، وتقديره للكبير بحفظ مكانته وتوقيره، وأن حصيلة عمله مشرفة وبادية للعين، لا يحجبها شيء ولا ينكرها إلا جاحد”.

    تجدرالإشارة إلى أن عبد الإله التهاني، عين في شتنبر 2017 مديرا بالنيابة للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بقرار من الوزير الدكتور محمد الأعرج، بعد تعثر أول مباراة لاختيار مدير للمؤسسة، وظهور مؤشرات مقلقة بشأن تراجع الأوضاع داخل المكتبة الوطنية، ترافقت مع حصول احتقان داخلي، استدعى من الوزير الوصي التدخل السريع، وانتداب مسؤول حازم في وزارته، لإعادة الهدوء والنظام إلى المؤسسة، حيث أعطاه تعليمات واضحة، للعمل الفوري على إيجاد الحلول السريعة والمناسبة، لكل المشاكل والملفات العالقة، والتي استفحلت وقتئذ بفعل طول فترة الفراغ الإداري.

    وسجل المتتبعون الوضع وقتها داخل المكتبة الوطنية، أن مظاهر التوتر والاحتقان سرعان ما اختفت، بعد إقدام عبد الإله التهاني على اتخاذ سلسلة إجراءات إدارية وتنظيمية، زاوج فيها بين منطق الحزم والحسم، وبين نهج الحوار والتواصل والقرب من أطر وموظفي المؤسسة، والقدرة على الضبط والاستيعاب، وتبعتها تدابير عملية سريعة، سعى من خلالها عبد الإله التهاني، إلى التطبيع السريع مع مختلف الفاعلين النقابيين والاجتماعيين بالمؤسسة، حيث انعكست التدابير المتخذة باستعجال، إيجابيا على نفسية الموظفين وعلى ظروف عملهم، وحقوقهم المادية والمعنوية، الأمر الذي ترك الانطباع أن اختيار الوزير محمد الأعرج لمدير من قطاع الاتصال، لإدارة المرحلة الانتقالية بالمكتبة الوطنية، كان اختيارا موفقا ومدروسا من طرفه بدقة وإدراك، اعتبارا لطبيعة المواصفات الإدارية والإنسانية المتوفرة في من سيتولى مهام النيابة في ظرفية لاشك أن الوزير محمد الأعرج أدرك دقتها وحساسيتها وتصرف على ضوء ذلك.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    وكالة التنمية الاجتماعية: حيار تبدأ مسلسل وأد مؤسسة التخفيف من الفقر والهشاشة