الحسيني:النظام الجزائري لا يقوم على الأشخاص وشنقريحة أكثر انضباطا للبوليساريو

الحسيني:النظام الجزائري لا يقوم على الأشخاص وشنقريحة أكثر انضباطا للبوليساريو

A- A+
  • اعتبر الخبير الدولي والأستاذ الجامعي تاج الدين الحسيني أن النظام الجزائري تحكمه المؤسسة العسكرية، وأن لا شيء سيتغير بوفاة قايد صالح، وتولي خلفه “شنقريحة” قيادة العسكر، وأكد أنه على المغرب أن يراقب الوضع الجزائري، عملا بالمقولة الأمريكية “wait and see”، وأن يعدد فتح مجالات تحركه، بشكل مواز مع أكبر عدد من الدول لسحب اعترافها بجبهة البوليساريو، وأن يبقي على سياسة اليد الممدودة حتى تتحق نبوءة المغرب الكبير.

    وأوضح الحسيني في اتصال هاتفي مع “شوف تيفي” يومه الاثنين، أن “وفاة قايد صالح لن تغير شيئا في طبيعة العلاقة بين المغرب والجزائر، لأن المؤسسة العسكرية في الجزائر لا تعتمد فقط على الأشخاص، ولكن تعتمد على هياكل قديمة، ويجب أن نعلم أنه في تاريخ الجزائر، خاصة بعد الانقلاب الذي قاده الهواري بومدين ضد بن بلة، رسخت المؤسسة العسكرية أقدامها في النظام الجزائري بشكل قوي، وأصبحت تشبه إلى حد بعيد هيمنة الضباط الأحرار سنة 1952 على الحكم في مصر، واستمرارهم رغم جميع التوقعات الأخرى”.

  • وأكد الخبير الدولي أن “المؤسسة العسكرية ستبقى قائمة وربما هذا الشخص الذي خلف القايد صالح” الجنرال شنقريحة، سوف يكون أكثر تطرفا في مواقفه حسب التصريحات التي أذيعت إلى الآن، وخاصة ما تربطه من علاقات مع جبهة البوليساريو بالخصوص”، مشيرا في ذات السياق إلى أنه ينبغي أن نعلم أن “هناك عدة جنرالات آخرين يتبنون عقيدة عسكرية جزائرية أصبحت لها الآن خصوصيتها، وقوة الجزائر تكمن في ضعف محيطه الذي هو بالأساس المغرب، لأن باقي أطراف المحيط الأخرى ليس لها نزاعا إقليميا، بينما الأطراف الأخرى ضعيفة في مواجهة المحورين المركزيين اللذين هما المغرب والجزائر”.

    وأبرز الحسيني بالقول “النظام العسكري الجزائري والأنظمة الشمولية عموما، لها عقيدة أخرى مسيطرة، وهي أنها تكون دائما على استعداد لوضع جبهة خارجية تغطي مظاهر فشلها الداخلي، وهذا عرفناه في عدة مراحل من حياة هذا النوع من الأنظمة، والجزائر لن تخرج عن هذه القاعدة وهل سيستطيع الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون أن يتجاوز هذه القاعدة ليتمكن من تحريك دواليب الهيمنة الأخرى كالأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات والأحزاب السياسية والمجتمع ليشكل قوة موازية للقوة العسكرية؟ فهذا شيء مستبعد خاصة أنه صنيع المؤسسة العسكرية”.

    وأكد الخبير الدولي أن “علاقة شنقريحة بالبوليساريو منضبطة أكثر من سلفه، وإذا كان الأمر يتعلق بغياب القايد صالح الذي يمثل المؤسسة العسكرية، فسوف لن يتغير شيء في موقع المؤسسة مادام شنقريحة من هذا المستوى فهو أكثر تصلبا من سلفه، ومن المنتظر أن الرئيس تبون سيخدم مصالح المؤسسة العسكرية أكثر مما سيخدم مصالح المجتمعين المدني والسياسي في الجزائر، وبالتالي فالرئيس الحالي يوجد في موقع لفحص موازين القوى الداخلية، خاصة أنه قدم وعودا معسولة من اجل وقف الحراك، وقد نجح نسبيا في تقسيم الحراك الذي أصبح اليوم يتكون من فئتين، فئة لا تزال تمارس الحراك والاحتجاج في الشارع، وفئة تقول يجب أن ننصت للرجل ونتفاوض معه، وإذا تمكن من تحقيق ذلك فقد نجح”.

    وشدد الخبير الجامعي، جوابا على سؤال ما هي الخطوة الممكنة التي يجب أن يقدم عليها المغرب من أجل حلحلة الملف وإرباك الطرف الجزائري؟ قائلا :”إن الموقف الذي عبرت عنه برقية العاهل المغربي إثر انتخاب تبون رئيسا للجزائر، تبقى قائمة في جميع الأحوال، والمغرب دائما يجدد طلبه الرامي إلى إنشاء لجنة ثنائية من أجل بحث القضايا الخلافية في العلاقات الثنائية بين الطرفين وإيجاد حلول لها قائمة على المنطق وقائمة على الاقتناع المتبادل وعلى حماية المصالح للطرفين، وليس في مصلحة المغرب أن يقوم بخطوة أخرى الآن، وكما يقول الأمريكيون “wait and see” “انتظر وانظر”، وهذه الخطوة هي التي ستدعم الديبلوماسية المغربية في المرحلة الراهنة، وعليه أن يلعب في مسارات ومعتركات أخرى، وبهذا الخصوص نلاحظ أن المغرب دفع بعض الدول إلى إقامة قنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة، وتم سحب الاعترافات بالبوليساريو من طرف أكبر عدد من الدول، وعليه أن يحاول اختراق الاتحاد الإفريقي من خلال الوصول إلى أغلبية الثلثين لسحب الاعترافات من أجل تجميد عضوية البوليساريو، والعمل على تكبيل قرارات مجلس الأمن في المستقبل ليقبل بشكل رسمي مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لتسوية النزاع”.

    وتابع الخبير الدولي قائلا:”إذا استطاع المغرب أن يتحرك في هذه المنتديات، وخاصة إذا جدد طلبه للانضمام إلى منظمة سيداوو وهي منظمة غرب افريقيا، التي تعرف تطورا مهما في ما يتعلق بالعملات وتتمتع بحرية أكبر في النظام النقدي”، مشيرا إلى أنه “الآن أصبحت الظروف متاحة أكثر لكي يجدد المغرب اقتراح انضمامه لهذه المنظمة، كما أن من واجبه أن يكرس نفس العلاقة بـ “عدم وضع كل البيض في سلة واحدة”، عن طريق إقامة علاقات متوازنة مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن”.

    وشدد المتحدث نفسه على أن “هذه الخطوة تحققت الآن مع كل من الصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأعتقد أن هذه هي المجالات التي على المغرب أن يتحرك فيها، وأن ينتظر ردود فعل الجزائر في المستقبل، لأن الباب يجب أن يبقى مفتوحا في جميع الأحوال، وإذا تحققت هذه النبوءة وهي إمكانية عودة العلاقات فعلى المغرب أن يرحب بها، ويعتبر أنه هو والجزائر قطبان مركزيان لإقامة المغرب العربي الكبير”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث